للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السادس: تنزيه الله تعالى من نسبة الولد إليه]

إن نسبة الولد إلى الله ـ تعالى ـ "فرية مكذوبة اشترك في القول بها اليهود والنصارى ومشركو العرب، وكذلك قول الفلاسفة الصابئة في العقول العشرة والنفوس الفلكية التسعة شبيه بقول مشركي العرب وغيرهم الذين جعلوا له بنين وبنات بغير علم" ١ فاليهود عليهم لعائن الله: زعموا أن عزيراً ابن الله. والنصارى الضالون قالوا: المسيح ابن الله.

والجهلة من مشركي العرب قالوا: الملائكة بنات الله تعالى الله عن قول هؤلاء جميعاً علواً كبيراً.

ولقد حكى القرآن الكريم زعم اليهود والنصارى من مشركي العرب ورد عليهم رداً مفحماً وبين بطلان هذا الزعم حتى أسكتهم ولنبدأ بما ورد في السورة من إبطال تلك الفرية.

قال تعالى: {لَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} .

هذه الآية من السورة تبين أنه ـ سبحانه ـ لا ولد له كما تفوه بذلك الجهلة من المشركين ونطق بذلك المعاندون من اليهود والنصارى في العزير وعيسى فالله ـ تعالى ـ نزه نفسه عن أن يكون له ولد لأنه الواحد الأحد الفرد الصمد ـ سبحانه ـ الغني عن كل ما سواه قهر الأشياء كلها فدانت له وذلت وخضعت: {سُبْحَانَهُ هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} .


١- درء تعارض العقل والنقل ١/٣٦.

<<  <   >  >>