وقال تعالى:{قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي ... } .
هذه الآيات الأربع من السورة فيها بيان أهمية الإخلاص في توحيد العبادة، وكما نرى أن الأمر بالإخلاص جاء مشفوعاً بالأمر بالعبادة، لأن الإخلاص هو روح العبادة وعمودها الذي تقوم عليه، فالعبادة بدون إخلاص عبادة مردودة على صاحبها لأنها لم توجه إلى الله ـ وحده ـ لا شريك له، ومتى شاب العبادة قصد غير الله ـ تعالى ـ اعتبرت لاغية لا قيمة لها، ولا فائدة منها سوى التعب لصاحبها لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه.
فالآيات الأربع دلت على وجوب الإخلاص في العبادة.
فالآية الأولى هي قوله تعالى:{فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ} أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يعبد الله تعالى عبادة مصحوبة بالإخلاص وأمته تبع له في هذا الأمر والأمر دال على الوجوب فيجب عليهم أن يخلصوا دينهم لله ويبعدوا أنفسهم عن كل شوائب الشرك.
وأما الآية الثانية من تلك الآيات هي قوله تعالى:{أَلا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} .