للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى ابن جرير عن قتادة أنه قال: {ألا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} قال: "شهادة أن لا إله إلا الله"١ وعلى هذا التفسير يكون معنى الآية {ألا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} أي: التوحيد الصافي من شوائب الشرك وهو المستحق لذلك وحده.

وقال العلامة ابن كثير: " {ألا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} أي: لا يقبل من العمل إلا ما أخلص فيه العامل لله ـ وحده ـ لا شريك له"اهـ٢.

وأما الآية الثالثة: فهي قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ}

فهذه الآية أيضاً: أمر بعبادة الله ـ تعالى ـ العبادة الخالصة البعيدة عن كل إشراك.

وأما الآية الرابعة: فهي قوله تعالى: {قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي} وهذه الآية إخبار بأنه عليه الصلاة والسلام أمر بأن يخص الله ـ تعالى ـ وحده بالعبادة مخلصاً له دينه ولا يعبد أحداً غيره فقوله {اللهَ أَعْبُدُ} يفيد الحصر أي: لا أعبد أحداً غير الله تعالى.

فالسورة بينت من خلال تلك الآيات الأربع أهمية الإخلاص ودلت على أنه يجب على كل إنسان أن يحققه في عبادته ربه لتكون عبادته مقبولة عند الله ـ تعالى ـ، وطالما أن للإخلاص هذه الأهمية فإنه ينبغي للمرء معرفته كي يعينه ذلك على تحقيقه في توحيده ربه ـ جل وعلا ـ في جميع الأعمال.

ونذكر تعريفه هنا تسهيلاً لفهمه، وإدراكاً لمعناه:

معنى الإخلاص في اللغة:

جاء في المصباح المنير: "خلص الشيء من التلف" من باب ـ قعد ـ "وخلاصاً" و"مخلصاً" سلم ونجا و"خلص" الماء من الكدر صفا، و"خلصته" بالتثقيل ميزته من غيره اهـ٣. وهكذا مدار الإخلاص في كتب اللغة على الصفا والتميز عن الشوائب التي تخالط الشيء يقال: هذا الشيء خالص لك أي لا يشاركك فيه غيرك، وتطلق العرب "الإخلاص" على الزبد إذا خلص من اللبن والثفل.


١- جامع البيان ٢٣/١٩١.
٢- تفسير القرآن العظيم ٦/٧٨.
٣- ١/١٧٧.

<<  <   >  >>