لقد دلت السورة على الفرق الشاسع بين الموحد والمشرك وصورت ذلك تصويراً دقيقاً جعلته كأنه محسوس، ملموس مما دل ذلك على فبح الشرك في النفوس والعقول السليمة، والفطر المستقيمة قال تعالى: ـ
قال ابن جرير رحمه الله ـ تعالى ـ "يقول تعالى ذكره: مثل الله مثلاً للكافر بالله الذي يعبد آلهة شتى ويطيع جماعة من الشياطين، والمؤمن الذي لا يعبد إلا الله الواحد". يقول تعالى ذكره:{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً} لهذا الكافر {رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ} يقول هو بين جماعة مالكين متشاكسين يعني مختلفين متنازعين سيئة أخلاقهم من قولهم رجل شكس: إذا كان سيئ الخلق وكل واحد منهم يستخدمه بقدر نصيبه وملكه فيه {وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ} يقول ورجلاً خلوصاً لرجل يعني المؤمن الموحد الذي أخلص عبادته لله لا يعبد غيره ولا يدين لشيء سواه بالربوبية.
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ} الآية قال: الشركاء المتشاكسون الرجل لذي يعبد آلهة شتى كل قوم يعبدون إلهاً يرضونه ويكفرون بما سواه من الآلهة فضرب الله هذا المثل لهم وضرب لنفسه مثلاً يقول: {رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ} يقول: يعبدون إلهاً واحداً لا يختلفون فيه.
وقال قتادة:{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} قال: هذا المشرك