للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و"الخلاص" في لغة العرب. ما أخلصته النار من الذهب والفضة والخالص من الألوان عندهم ما صفا ونصع، ويقولون: خالصُه في العشرة صافاه١.

وهذه المعاني جاءت في القرآن الكريم قال تعالى: {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً} ٢ أي: لا يخالطه دم ولا فرث.

وقال تعالى في إخوة يوسف: {خَلَصُوا نَجِيّاً} ٣. أي: انفردوا وتميزوا عمن سواهم. وقال تعالى حكاية عن المشركين: {خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا} ٤ أي: لا يشركهم الإناث.

وأما حقيقة الإخلاص في الشرع:

فقد تنوعت تعريفات العلماء له، ولكن مدارها على قصد الله بالعبادة دون سواه.

جاء في المفردات لغريب القرآن: "فحقيقة الإخلاص: التبرِّي عن كل ما دون الله تعالى"٥.

وعرَّفه أبو القاسم القشيري٦: بأنه "إفراد الحق ـ سبحانه ـ وتعالى في الطاعات بالقصد، وهو أن يريد بطاعته التقريب إلى الله تعالى دون شيء آخر من تصنع لمخلوق، واكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح من الخلق، أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ"٧.

وقال في موضع آخر: "يصح أن يقال: الإخلاص تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين"٨.


١- انظر الصحاح للجوهري ٣/١٠٣٧، القاموس ٢/٣١٢ ـ ٣١٣، لسان العرب ٧/٢٦ ـ ٢٩.
٢- سورة النحل آية: ٦٦.
٣- سورة يوسف آية: ٨٠.
٤- سورة الأنعام آية: ١٣٩.
٥- ص١٥٥.
٦- هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك النيسابوري من بني قشير بن كعب شيخ خراسان في عصره ولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة وتوفي سنة خمس وستين وأربعمائة هجرية. انظر ترجمته في "وفيات الأعيان ١/٢٩٩، تاريخ بغداد ١١/٨٣ تبيين كذب المفتري ٢٧١، الأعلام ٤/١٨٠".
٧- الرسالة القشيرية ص٩٥.
٨- المصدر السابق.

<<  <   >  >>