للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعرفه العز بن عبد السلام قائلاً: "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني ولا دفع ضرر دنيوي"١.

وقال سهل بن عبد الله٢: "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله ـ تعالى ـ خالصة"٣.

قال الغزالي بعد ذكره لهذا التعريف: "وهذه كلمة جامعة محيطة بالغرض"٤.

وقد ذكر الإمام ابن القيم؛ ما يقارب ثلاثة عشر تعريفاً للإخلاص٥ وكلها ترجع إلى معنى واحد: وهو أن يقصد العبد بأقواله، وأعماله وإرادته، ونيته وجه الله تعالى دون سواه من غير أن ينظر إلى مغنم، أو جاه، أو لقب، أو تقدم، أو تأخر إلى غير ذلك من أعراض الدنيا٦.

وقد بين ابن القيم أن للإخلاص ثلاثة أركان قال رحمه الله تعالى:

"فحقيقة الإخلاص": توحيد المطلوب، وحقيقة الصدق: توحيد الطلب والإرادة ولا يثمران إلا بالإستسلام المحض للمتابعة، فهذه الأركان الثلاثة هي: أركان السير وأصول الطريق التي من لم يبن عليها سلوكه وسيره فهو مقطوع، وإن ظن أنه سائر فسيره، إما إلى عكس جهة مقصودة، وإما سير المقعد والمقيد، وإما سير صاحب الدابة الجموح كلما مشت خطوة إلى قدام رجعت عشرة إلى الخلف، وإن لم يبذل جهده ويوحد طلبه سار سير المقيد وإن اجتمعت له الثلاثة: فذاك الذي لا يجارى في مضمار سيره وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم٧


١- قواعد الأحكام ١/١٤٦.
٢- هو: سهل بن عبد الله التستري أحد أئمة الصوفية المتكلمين في الإخلاص والرياضة ولد سنة مائتين وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين هجرية. انظر ترجمته في "وفيات الأعيان" ١/٢١٨، حلية الأولياء ١٠/١٨٩، الأعلام ٣/٢١٠.
٣- إحياء علوم الدين ٤/٣٨١.
٤- المصدر السابق.
٥- مدارج السالكين ٢/٩١ ـ ٩٢.
٦- راجع "الرسالة السابعة" ضمن مجموعة التوحيد لشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهما من العلماء ص١٨٥، الجواب الكافي ص١٥٩ أضواء البيان ٧/٤٢.
٧- مدارج السالكين ٢/٩٧.

<<  <   >  >>