للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما تعريف القدر في اللغة:

"فهو بتحريك الدال وتسكن "مصدر" بفتح الدال ـ مخففة ـ إذا أحطت بمقداره و"أل" فيه وفي "القضاء" عوض عن مضاف إليه أي: بتقدير الله ـ تعالى ـ لذلك"١.

وأما تعريف القدر اصطلاحاً:

فقد عرفه بعضهم: بأنه "تحديده ـ تعالى ـ أزلاً كل مخلوق بحده الذي يوجد به من حسن وقبح، ونفع وضر وما يحويه من زمان ومكان، وما يترتب عليه من طاعة وعصيان وثواب وعقاب وغفران.

وحده بعضهم "بأنه إيجاد لله ـ تعالى ـ الأشياء على قدر مخصوص، وتقدير معين في ذواتها وأحوالها طبق ما سبق به العلم وجرى به القلم"٢ ثم من العلماء من فرق بين القضاء والقدر ومنهم من اعتبرها شيئاً واحداً. قال ابن بطال: عند شرحه لتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم: "من جهد البلاء ودرك الشقاء وشماتة الأعداء" ٣ "والمراد بالقضاء هنا المقضي لأن حكم الله كله حسن لا سوء فيه" ثم قال الحافظ وقال غيره: "القضاء: الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل. والقدر: الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل"٤.

وقال الخطابي: "قد يحسب كثير من الناس أن معنى القدر من الله تعالى والقضاء معنى الإجبار، والقهر للعبد على ما قضاه وقدره، ويتوهم أن قوله صلى الله عليه وسلم: "فحج آدم موسى" ٥ من هذا الوجه، وليس كذلك، وإنما معناه الإخبار عن تقدم علم الله تعالى بما يكون من أفعال العباد واكتسابهم وصدورها عن تقدير منه تعالى وخلق لها خيرها وشرها قال: والقدر: اسم لما صدر مقدراً عن فعل القادر كالهدم والنشر والقبض أسماء لما صدر عن فعل الهادم، والناشر، والقابض يقال: قدرت الشيء، وقدرت خفيفه وثقيله بمعنى واحد،


١- المصدر السابق.
٢- لوامع الأنوار البهية ١/٣٤٥.
٣- رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة. انظر فتح الباري ١١/١٤٧.
٤- "فتح الباري" ١١/١٤٨.
٥- رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة. انظر فتح الباري ١١/٥٠٥.

<<  <   >  >>