الأمور فنعم الموكول إليه أمرنا وهو الذي يستحق أن يعبد ويقر له بالوحدانية وأنه لا إله إلا هو وأنه لا ولد له، ولا والد ولا صاحبة له ولا نظير ولا عديل {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} بمعنى حفيظ ورقيب يدبر كل ما سواه ويرزقهم ويكلؤهم بالليل والنهار.
وقد بين موسى عليه الصلاة والسلام أن الله شهيد وحفيظ فلا يستطيع أحد أن يعمل عملاً مَّا سواء كان ذلك العمل صالحاً أو سيئاً إلا والله رقيب وشهيد عليه.
قال تعالى حاكياً عنه ذلك بشأن العقد الذي أبرم بينه وبين صهره على رعي غنمه ثماني حجج {قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} ١.
فهو ـ سبحانه ـ الموكل بالعدل بين المتعاقدين الشهيد عليهما والعليم بعقدهما وما اتفق عليه بينهما.
فهذه الآيات التي قدمنا ذكرها كلها تدل دلالة صريحة واضحة على أن الله ـ تعالى ـ هو الحفيظ لعباده يكلؤهم بحفظه آناء الليل وأطراف النهار، كما دلت على أنه رقيب وشهيد على أعمال عباده لا يخفى عليه من عملهم شيء فعلى العباد أن يتنبهوا لهذا ويفهموه علَّهم يبتعدون عما يقربهم من سخط الله ـ تعالى ـ وغضبه ويفزعون إلى ما يقربهم من رضوان الله ورحمته.
وبعد أن أوردنا الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي أثبتت اسمه ـ تعالى ـ "الوكيل" وبينا أنها دلت على إثبات ذلك الإسم والصفة التي تضمنها صراحة لا تقبل المراء ولا الجدال لوضوح النصوص في ذلك من الكتاب والسنة، ورغم كثرة النصوص الواردة من قرآن وسنة في إثبات اسمه ـ تعالى ـ "الوكيل" فإنه قد وجد من أهل البدع من منع إطلاقه على الله ـ تعالى ـ,
قال أبو الحسن الأشعري ـ رحمه الله تعالى ـ:
"واختلف المعتزلة في "الباري" هل يقال إنه وكيل وإنه لطيف؟ على مقالتين:
١ ـ فمنهم من زعم أن البارئ لا يقال: إنه وكيل وأنكر قائل هذا القول أن يقول