للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والرباني: المتأله العارف بالله ـ تعالى ـ وقد قال ـ سبحانه ـ: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} ١ ورببت القوم سستهم أي: كنت فوقهم. قال أبو نصر: وهو من الربوبية، ومنه قول صفوان: لأن يربني رجل من قريش أحب إليّ من أن يربني رجل من هوازن. ورب الضيعة: أي أصلحها وأتمها. ورب فلان رباً ورببه، وترببه بمعنى أي: رباه. اهـ٢.

وجاء في المفردات في غريب القرآن: "الرب: في الأصل من التربية وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام يقال: ربه ورباه ورببه.... فالرب مصدر مستعار للفاعل ولا يقال: الرب مطلقاً إلا على الله ـ تعالى ـ المتكفل بمصلحة الموجودات نحو قوله تعالى: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} ٣ ... وبالإضافة يقال: له ولغيره نحو قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} ٤ ويقال: رب الدار ورب الفرس لصاحبها" اهـ٥.

المعنى الإصطلاحي لتوحيد الربوبية:

هو إفراد الله بأفعاله: كالخلق والرزق، فلا بد من الاعتقاد الجازم بأنه ـ تعالى ـ الخالق الرازق المحيي المميت المدبر، المعطي المانع، الضار النافع، القادر المقتدر، مالك الملك الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

قال العلامة ابن القيم: فاسم الرب له الجمع الجامع لجميع المخلوقات فهو رب كل شيء وخالقه، والقادر عليه لا يخرج شيء عن ربوبيته وكل من في السموات والأرض عبد له في قبضته وتحت قهره، فاجتمعوا بصفة الربوبية، وافترفوا بصفة الإلهية فألهه وحده السعداء، وأقروا له طوعاً بأنه الله الذي لا إله إلا هو، الذي لا تنبغي العبادة، والتوكيل، والرجاء، والخوف والحب، والإنابة والإخبات، والخشية، والتذلل، والخضوع إلا له،


١- سورة آل عمران آية: ٧٩.
٢- الصحاح ١/١٣٠ وانظر القاموس ١/٧٢ ـ ٧٣، اللسان ١/٣٩٩ وما بعدها.
٣- سورة سبأ آية: ١٥.
٤- سورة الفاتحة آية: ١.
٥- المفردات للراغب ص١٨٤، وانظر أحكام القرآن لابن العربي ١/٢٧٩.

<<  <   >  >>