للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال مقاتل١: "أنه إبليس: وعبادته طاعته فيما سول لهم"٢.

ومما تقدم يتبين أن المعبودات من دون الله تعالى تنقسم إلى قسمين:

١ـ قسم عاقل وهذا كالآدمي والملائكة والجن.

٢ـ وقسم غير عاقل وهذا كالأحجار والأشجار وغيرهما مما لا يعقل٣.

والقسم الأول: ينقسم إلى قسمين:

قسم راض بأن يعبد من دون الله تعالى.

وقسم غير راض بأن يعبد من دون الله، ومثال الأول: فرعون وإبليس وغيرهما من الطواغيت وهؤلاء جميعهم في النار هم وعابدوهم.

قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} ٤.

وقال تعالى في شأن إبليس وأتباعه: {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} ٥..

وقال تعالى في شأن فرعون: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} ٦.

وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ} ٧ إلى غير ذلك من الآيات وأما القسم الثاني: الذي لم


١- هو مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي المفسر روى عن الضحاك ومجاهد وله كتاب "نظائر القرآن والتفسير الكبير" مات سنة خمسين ومائة هجرية انظر ترجمته في "طبقات المفسرين ٢/٣٣٠، تهذيب التهذيب ١٠/٢٧٩ ميزان الإعتدال ٣/١٩٦.
٢- زاد المسير في علم التفسير ٢/٢٠٣.
٣- انظر معارج القبول للشيخ حافظ بن أحمد حكمي ١/٤٤٧.
٤- سورة البقرة آية: ١٦٦ ـ ١٦٧.
٥- سورة ص آية: ٨٥.
٦- سورة هود آية: ٩٨.
٧- سورة فصلت آية: ٢٩.

<<  <   >  >>