للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بما في ذلك أعمال العباد قبل أن يعملوها، وإحصاؤه ـ تعالى ـ لها يتضمن علمه بها وحفظه لها وإحاطته بعددها وإثباتها في اللوح المحفوظ١.

وقال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} ٢.

وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ٣.

وقال تعالى عن موسى حين قال له فرعون: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} ٤.

وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} ٥.

قال ابن كثير: يخبر ـ تعالى ـ عن قدره السابق في خلقه قبل أن يبرأ البرية فقال: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ} أي في الآفاق وفي نفوسكم {إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} أي: من قبل أن نخلق الخليقة ونبرأ النسمة.

وقال بعضهم: من قبل أن نبرأها عائد على النفوس.

وقيل: عائد على المصيبة، والأحسن عوده على الخليقة والبرية لدلالة الكلام عليها اهـ٦.

قال ابن جرير حول هذه الآية حدثني يعقوب، حدثنا ابن علية عن منصور بن عبد الرحمن قال: كنت جالساً مع الحسن فقال رجل سله عن قوله ـ تعالى ـ {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ ... } الآية فسألته عنها فقال: ـ سبحان الله ـ ومن يشك في هذا؟ كل مصيبة بين السماء والأرض ففي كتاب الله من قبل أن يبرأ النسمة.


١- شفاء العليل ص٤٠.
٢- سورة هود آية:٦.
٣- سورة الأنعام آية:٣٨.
٤- سورة طه آية:٥١، ٥٢.
٥- سورة الحديد آية:٢٢.
٦- تفسير ابن كثير ٦/٥٦٤.

<<  <   >  >>