للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عندنا من الوجه الذي يجب التسليم له أي ذلك يكون فلا قول في ذلك يصح إلا ما دل عليه ظاهر التنزيل" أ. هـ١.

وهذا القول الذي رجحه ابن جرير هو الذي دل عليه ظاهر القرآن والسنة.

فأما القرآن فقد تقدم قوله ـ تعالى ـ {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لله الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} ٢.

وأما السنة فقد روى مسلم رحمه الله ـ تعالى ـ من حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت قائماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال: السلام عليك يا محمد وذكر الحديث وفيه فقال اليهودي: أين يكون الناس {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم في الظلمة دون الجسر ... " الحديث٣.

وروي أيضاً: من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله ـ تعالى ـ {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} فأين يكون الناس يومئذ؟ قال: "على الصراط"٤.

وروى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله {وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} فأين يكون الناس؟ قال: "على الصراط يا عائشة" قال هذا حديث حسن صحيح٥.

وخرّج عن مجاهد قال: قال ابن عباس أتدري ما سعة جهنم؟ قلت: لا، قال أجل والله ما تدري حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} قالت: قلت: فأين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: "على جسر جهنم" ـ قال ـ وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه٦.


١- جامع البيان ١٣/٢٥٤.
٢- سورة إبراهيم آية: ٤٨.
٣- صحيح مسلم ١/٢٥٢.
٤- صحيح مسلم ٤/٢١٥٠.
٥- سنن الترمذي ٤/٣٥٩.
٦- المصدر السابق ٥/٥١ ـ ٥٢.

<<  <   >  >>