للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أخبر تعالى أن أهل النار يلقون فيها أفواجاً: كما قال تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ} ١.

فقد بين ـ تعالى ـ أنه كلما ألقي في جهنم جماعة سألهم خزنتها: ألم يأتكم نذير يعني: سأل الفوج خزنة جهنم فقالوا لهم ألم يأتكم في الدنيا نذير ينذركم هذا العذاب الذي أنتم فيه؟ فيجيبونهم بأن النذير جاءهم وأنذرهم هذا العذاب ولكنهم كذبوه وزعموا بأنه في ذهاب عن الحق بعيد٢.

وأخبر ـ تعالى ـ أن الكافرين يحشرون إلى جهنم صماً وبكماً وعمياً ومنهم من يمشي على وجهه.

وقال تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} ٣.

وقال تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً} ٤.

روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا نبي الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال: "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة". قال قتادة: بلى وعزة ربنا٥.

وروى الترمذي بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنفاً مشاة وصنفاً ركباناً وصنفاً على وجوههم" قيل: يا رسول الله؟ كيف يمشون على وجوههم؟ قال: "إن الذي أمشاهم على أقدامهم


١- سورة الملك آية: ٨ ـ ١١.
٢- جامع البيان ٢٩/٥.
٣- سورة الإسراء آية: ٩٧.
٤- سورة الفرقان آية: ٣٤.
٥- صحيح البخاري ٣/١٦٩، صحيح مسلم ٤/٢١٦١.

<<  <   >  >>