للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُؤْمَرُونَ} ١ أي: بعزمهم ونيتهم لا يريدون أن يخالفوه في شيء أبداً {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} أي: "ولهم قوة على إبراز ما أمروا به من العزم إلى الفعل فلهم عزم صادق وأفعال عظيمة وقوة بليغة وشدة باهرة"٢.

وقد سمى الله ـ تعالى ـ كبير هؤلاء الخزنة "مالكاً" وهو اسم مشتق من الملك وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه٣.

قال تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} ٤ أي: مقيمون في العذاب"٥.

وقد أخبر ـ تعالى ـ أن أدوات التعذيب من سلاسل وأغلال بأيدي هؤلاء الخزنة يقودون بها أهل النار إلى النار قال تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ} ٦.

وقال تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} ٧.

كما أخبر ـ تعالى ـ أن هؤلاء الخزنة هم الذين يقدمون لأهل النار الشراب والطعام الجهنمي.

قال تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} ٨.

وقال تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً٩ * وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً} ١٠.


١- سورة التحريم آية: ٦.
٢- النهاية لابن كثير ٢/١٥٩.
٣- حادي الأرواح ص٧٦.
٤- سورة الزخرف آية: ٧٧.
٥- تفسير الخازن ٦/١١٨.
٦- سورة الحاقة آية: ٣٠ ـ ٣٢.
٧- سورة القمر آية: ٤٨.
٨- سورة الكهف آية: ٢٩.
٩- الأنكال: "قيود سوداء من نار جهنم" جامع البيان ٢٩/١٣٥.
١٠- سورة المزمل آية: ١٢ ـ ١٣.

<<  <   >  >>