للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} . وفي قوله: {وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} ١كأن الكون كله نطق بذلك، وقال لهم ذلك والله أعلم بالصواب"٢.

وقال البغوي رحمه الله تعالى: {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} أي: "محدقين محيطين بحافته وجوانبه" أ. هـ٣.

وقال ابن كثير حول قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} الآية: "لما ذكر تعالى حكمه في أهل الجنة والنار، وأنه نزل كلاً من المحل الذي يليق به ويصلح له، وهو العادل في ذلك الذي لا يجور، أخبر عن ملائكته أنهم محدقون حول العرش المجيد يسبحون بحمد ربهم ويمجدونه، ويعظمونه ويقدسونه، وينزهونه عن النقائص والجور، وقد فصل القضية، وقضي الأمر وحكم بالعدل {وَقِيلَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: نطق الكون أجمعه ناطقه وبهيمه لله ـ رب العالمين ـ بالحمد في حكمه وعدله ولهذا لم يسند القول إلى قائل بل أطلقه، فدل على أن جميع المخلوقات شهدت له بالحمد.

قال قتادة: افتتح الخلق بالحمد في قوله: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} ٤. واختتم بالحمد في قوله ـ تبارك وتعالى ـ {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ٥.

وبعد بيان معنى الآية نقول: إنها دلت على وجوب الإيمان بالعرش وهو مقصودنا الذي نريد التوصل إليه، وذكرناه هنا عقب ذكر الجنة لأمرين:

١ ـ الأمر الأول: أن هذه الآية التي نصت على وجوب الإيمان بالعرش جاءت عقب الآيات الدالة على الإيمان بالجنة.

٢ ـ الأمر الثاني: ثبت في السنة الصحيحة أن العرش سقف الجنة. فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن في


١- سورة التحريم آية: ١٠.
٢- روضة المحبين ص ٦٥.
٣- تفسير البغوي على حاشية الخازن ٦/٧٢.
٤- سورة الأنعام آية: ١.
٥- تفسير القرآن العظيم ٦/١١٨.

<<  <   >  >>