للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا أيها الرجل المحوّل رحله ... هلا [١] نزلت بآل [١] عبد مناف

هبلتك أمك لو نزلت [٢] عليهم [٣] ... ضمنوك [٤] من جوع [٥] ومن إقراف

[٦] ثم قام به بعده ابنه عبد المطلب فزاد في سنة أبيه وأضعف في مكارم قريش، فكان إذا كان أيام الحج أعدّ للحجاج الطعام ووضع [٧] الأعلاف للوحوش وكان يسمى «مطعم الناس في السهل، والوحوش والسباع في الجبل» .

ومن مكارم قريش أن بيت الله كان في أيديهم ومفاتيحه كانت إليهم، لا يفتحه أحد من أهل الشرق والغرب غيرهم، فهذه مكارم فضلوا بها العرب والعجم، وقال الله تعالى يذكر عن قول إبراهيم: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً من النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ ١٤: ٣٧ [٨] فمكثوا في الجاهلية كذلك مع مكارم كثيرة هذه من مشهوراتها حتى وصل الله تبارك وتعالى لهم ذلك بالإسلام والنبوة والخلافة، وكانت قريش في الجاهلية أصراما [٩] متفرقين في كنانة فجمعهم قصى بن كلاب من كل أوب [١٠] بمكة فسموا قريشا، والتقرش التجمع، وفي ذلك يقول الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب: (الخفيف)

ولنا نشرها وطيب ثراها ... وبنا سميت قريش قريشا


[١] في سيرة ابن هشام ص ١١٣: سألت عن آل.
[٢] في سيرة ابن هشام ص ١١٣: حللت بدارهم، وفي أمالي القالي ١/ ٢٤١: لو نزلت برحلهم.
[٣] في الأصل: إليهم.
[٤] في أمالي القالي ١/ ٢٤١: منعوك.
[٥] في سيرة ابن هشام ص ١١٤: جرم- بالراء، وفي أمالي القالي: عدم.
[٦] في المحبر ص ١٦٤: تطواف.
[٧] في الأصل كلمة «لها» قبل الأعلاف، ولا محل لها هنا.
[٨] سورة ١٤ آية ٣.
[٩] الأصرام جمع الصرم بكسر الصاد المهملة وهو جماعة من الناس ليسوا بكثير أو أبيات من الناس مجتمعة.
[١٠] في الأصل: ارب- بالراء المهملة، والأوب: الطريق والناحية والوجه.

<<  <   >  >>