للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحجة من قال: إن الإسراء كان منامًا: قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ﴾ ﴿الإسراء ٦٠﴾ [الإسراء: ٦٠]، وإنما تقال الرؤيا في المنام، ويقال فيما يُرى بالعين: رؤية، وفي الحديث أنه قال: ((بينما أنا بين النائم واليقظان .. )) وذكَر الإسراء، وقال في آخر الحديث: ((فاستيقظت وأنا في المسجد الحرام .. )) (١).

وجمع بعض الناس بين الأدلة فقال: إن الإسراء كان مرتين: إحداهما: بالجسد، والأخرى: بالروح، وأن الإسراء بالجسد كان من مكة إلى بيت المقدس، وهو الذي أنكرته قريش، وأن الإسراء بالروح كان إلى السماوات السبع، ليلة فرضت الصلوات الخمس، ولقي الأنبياء في السماوات) (٢).

اقتصر المؤلف على ذكر اختلاف العلماء في الإسراء؛ هل كان بروحه ، أو بجسده، أو بروحه وجسده معًا، وهل كان يقظة أو منامًا، وذكر بعض الوجوه من أدلة المختلفين، ولم ينص على الصواب في ذلك، وإن كان يظهر من سياق كلامه أنه يميل إلى أن الإسراء كان بروحه وجسده، وأنه كان يقظة لا منامًا،


(١) أخرجه البخاري (٧٥١٧) عن أنس من رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر القاضي، وقال المحققون: إن هذا وهم من شريك، وقد وهم في هذا الحديث في مواضع عدة. ينظر: «صحيح مسلم» (١٦٢)، و «زاد المعاد» (٣/ ٤٢)، و «تفسير ابن كثير» (٥/ ٧)، و «فتح الباري» (١٣/ ٤٨٥)، و «شرح الطحاوية» لشيخنا (ص ١٤٨ - ١٤٩).
(٢) «التسهيل» (٢/ ٧٩١).

<<  <   >  >>