بالتقليد، لكننا توقفنا عن ذلك في الوقت الحاضر، مع توافر معظم المادة بين أيدينا؛ لأمرين رئيسين:
أولهما: الخوف من تضخم الكتاب بحيث يصعب طبعه.
والآخر: أنه قد تكون هناك طرق صحيحة في غير هذه الكتب لم نقف عليها مع علمنا بأن الكثير من كتب السنة لم يزل مخطوطًا مبعثرًا في خزائن الكتب بالخافقين.
ومن هنا ينبغي التنبيه على أن هذا «المسند الجامع» قد جمع الاحاديث الواردة في مصادره صحيحها وسقيمها، وعلى المسلم التأكد من صحة الحديث قبل الأخذ به والعلم بمقتضاه او بما يستفاد منه.
١٣ - وقد تختلف معنا آراء العلماء والقراء في ترتيب الكتاب على المسانيد، وإنما فعلنا ذلك لما وجدنا من سهولة هذا الترتيب وجزيل فوائده وعوائده؛ لبيان الأسانيد وتشعب طرقها في جمع السنة النبوية المطهرة وتمييز صحيحها من سقيمها مستقبلًا، على أن الفهارس الكثيرة المختلفة الغنية ستتكفل من غير شك بتهيئة مادة «المسند الجامع» لطلابها، وتيسر عليهم الرجوع إليها، وتُعِينهم على ابتغاء طِلبتهم بما يشتهون من غير عناء ولا تعب، فهناك فهارس جامعة لاحاديث الكتاب تنظمها مجددًا على كتب الفقه وأبوابه المتشعبة المفصلة بحيث تشير إلى جميع الاحاديث الواردة في أيَّة مسألة فقهية من مسائله الدقيقة، وأخرى تنظم أوائل الأحاديث على حروف المعجم، وثالثة تفهرس ألفاظها، وهلم جرًّا مما سَيَسُر طلبة العلم إن شاء الله تعالى.