الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ الإنسانَ يجب أن يَقْبَلَ التَّذْكيرَ من أيِّ مَن ذَكَّره، تُؤخَذُ من بيانِ الفِعْل {ذُكِّرَ}، فلم يَقُل: ممن ذكَّرَه الرَّسُول، أو ذَكَّرَه فلان أو فلان، فإذا وَقَعَ التَّذْكيرُ أو أتاك التَّذكيرُ من أيِّ جِهَةٍ فالواجِبُ عليك القَبولُ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ الإعراضَ بعد العِلْم أقْبَحُ منه حالَ الجَهْلِ؛ لأنَّ الله تعالى جَعَلَ هذا أعظمَ الفِسْقِ: أن تُذَكَّرَ ثُمَّ تُعْرِضَ، لكن مَن أَعْرَضَ بدون تذَكُّرٍ فهو أَهْوَنُ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ الإعراضَ عن آيات الله بعد التَّذْكيرِ بها إجرامٌ؛ لقوله تعالى:{إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: جواز إضافَةِ الإنتقامِ إلى الله مُقَيَّدًا؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} يعني الإخبار عن الله بأنه مُنْتَقِمٌ، لكنْ مُقَيَّدًا؛ لقوله تعالى:{إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: بلاغَةُ القُرْآنِ وأَنَّه في أعلى ما يكون من البلاغَةِ والفصاحَةِ؛ لقوله تعالى:{إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} ولم يَقُلْ: إنَّا منه؛ من أجل أن نَسْتَفيدَ فائِدَتَيْنِ:
الفائِدَة الأولى: أنَّ هذا مُجْرِمٌ.
الفائدة الثَّانِيَة: أنَّ الحُكْمَ يعمُّهُ وغَيْرَه من المجرمينَ.