للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ الحُكْمَ بين المؤْمِنِ والكافِرِ من الفَتْحِ؛ لأنَّ الله قال: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ} فأقَرَّ هذه التَّسْمِيَة.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: بيان عُتُوِّ الكافرين وإجرامِهِم؛ لِكَوْنِهِم يَتَحَدَّوْنَ الرَّسُولَ - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنينَ: متى هذا الحُكْمُ بيننا إن كنتم صادقينَ؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ العذابَ إذا نزل لا يَنْفَعُ الإيمانُ، يُؤْخَذُ من قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ}.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّه إذا نزلَ العذابُ فلا إِنْظَارَ؛ لقوله تعالى: {وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ العذابَ قد يُؤَجَّلُ قَبْل نزوله؛ لأنه يقول: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ} فظاهِرُ الآية: أنه لو كان هذا الإيمانُ قبل نزولِ العَذابِ فإنَّ الله تعالى يَرْفَعُه بالإيمانِ؛ ولهذا أمر النَّبيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عند الكُسوفِ بالصَّلاةِ والدُّعَاءِ والإسْتِغْفار (١) والصَّدَقَة والتَّكْبير (٢) من أجل أن يُرْفَعَ العذابُ الذي هذا إنذارٌ به؛ فإنَّ الكسوفَ إنذارٌ بالعذابِ، وهو نَفْسُه ليس عذابًا، لكنَّه إنذارٌ بأن يُعذَّبَ الخَلْقُ، فإذا فَزِعُوا إلى الصَّلَاةِ وإلى الذِّكْر والدُّعَاء والإسْتِغْفار رُفِعَ عنهم.

* * *


(١) أخرجه البخاري: كتاب الكسوف، باب الذكر في الكسوف، رقم (١٠٥٩)، من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -.
(٢) أخرجه البخاري: كتاب الكسوف، باب الصدقة في الكسوف، رقم (١٠٤٤)، ومسلم: كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف، رقم (٩٠١)، من حديث عائشة - رضي الله عنهما -.

<<  <   >  >>