{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً} أي: صيَّرْنا، والجَعْل هنا كونيٌّ، وغالِبُ الجَعْلِ المذكور في القرآن كونيٌّ، وإن كان يأتي بمعنى الشَّرْعيِّ؛ مثل قوله تعالى:{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ} إذ المعنى: ما جعله شَرْعًا وأمَّا كَوْنًا فقد وقع.
وقوله تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ} أي: مِنْ بني إسرائيل.
وقوله رَحِمَهُ اللَّهُ: [{أَئِمَّةً} بتحقيقِ الهمزتين وإبدال الثانية ياءً] هذه هي تفسيرٌ للأئِمَّة، فـ (أئمة) هذا تحقيق، و (أَيِمَّة) إبدال الثانية ياءً، وكثيرٌ من القُرَّاء عندنا يقرؤونها بالتَّسْهيل دائمًا يقولون:(أَيِمَّة).
وقوله رَحِمَهُ اللَّهُ:[قادة] تفسير لأئِمَّة؛ لأنَّ الإمامَ هو الشَّيْء الذي يُقتدَى به ويُتَّبَع.
وقوله رَحِمَهُ اللَّهُ: [{يَهْدُونَ} النَّاسَ {بِأَمْرِنَا}] {يَهْدُونَ} أي يَدُلُّون النَّاس، والمراد بالهدايَةِ هنا هدايَةُ الدَّلالَةِ؛ لأن هدايَةَ التَّوْفيق لا تكونُ إلا لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لكن هذه هدايَةُ دلالَةٍ.