للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآية (٢١)

* * *

* قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: ٢١].

* * *

وقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} هذا فِعْلٌ مُؤَكَّدٌ بالنون واللام {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ} تأكيدًا وجوبيًّا لأنَّه مُثْبَتٌ مُستقبَلٌ في جواب قَسَمٍ غير مَفْصولٍ من لامِهِ.

وقوله رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى} عذاب الدُّنيا بالقَتْلِ والأَسْر والجَدْب سنينَ والأَمْراضِ {دُونَ} قَبْلَ {الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} عذابِ الآخِرَة {لَعَلَّهُمْ} أي مَنْ بَقِيَ منهم {يَرْجِعُونَ} إلى الإيمان] وهذا وعيدٌ من الله عَزَّ وَجَلَّ أنه يُذيقَهُم العذابَ الأدنى قبل العذابِ الأَكْبَرِ، وهو عذاب الآخِرَة لعلَّهُم يرجعون؛ و (لعلَّ) للتَّعْليل.

ولكن هل رجعوا؟

الجوابُ: منهم من رَجَعَ، ومنهم من لم يَرْجِعْ؛ فإن قريشًا أُصيبوا بالجَدْبِ والسِّنينَ والقَتْلِ ببدر فقد قُتِلَ شُرَفاؤهم، والأَسْرِ أيضًا، ومع ذلك منهم من رَجَعَ ومنهم من لم يرجع، فمن أراد الله له النَّجَاة أحيا الله قَلْبَه بهذه المواعظ فرجع، ومن طَبَعَ الله على قلبه بقي على ما هو عليه ولم يَرْجِعْ.

<<  <   >  >>