للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآية (٢٥)

* * *

* قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [السجدة: ٢٥].

* * *

قوله: [{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} من أَمْرِ الدِّينِ] {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ} الفَصْل بمعنى: القضاء؛ أي يقضي ويَحْكُمُ حتى يَمِيزَ الحقَّ لهؤلاء وهؤلاء.

والحُكم كما قال الفُقَهَاء: هو فَصْلُ الخُصوماتِ؛ لأنه به يَتَميَّزُ هذا من هذا {يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} في حُكْمِهِ الجزائيِّ؛ لأن حُكْمَه الشرعِيَّ فاصِلٌ في الدُّنيا، فهؤلاء على حقٍّ، وهؤلاء على ضَلالٍ، لكن مرادُه: الحكْمُ الجزائيُّ الذي هو غايَةُ الشَّرْعِ، فيومَ القيامَةِ يَفْصِلُ بينهم؛ فهؤلاء إلى النَّار، وهؤلاء إلى الجَنَّة.

وقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} فقد كانوا يختلفونَ في الدُّنْيا؛ فالمؤمنون يقولون: إنَّ هذا هو الحَقُّ، وأولئك يقولون: ليس هذا هو الحَقَّ، لكنْ يَوْمَ القيامَةِ يُفْصَل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، ويَتَبَيَّن مَن هو الذي على الحقِّ.

<<  <   >  >>