للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآية (٤)

* قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة: ٤].

* * *

ثم قال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}.

{اللَّهُ} مبتدأٌ و {الَّذِي} اسمٌ موصولٌ خَبَرٌ، و {خَلَقَ} بمعنى أَوْجَبَ بتقديرٍ ونظامٍ، وأنَّ الخَلْق في الأصل في اللُّغَة: التَّقْديرُ؛ كما في قول الشَّاعِر:

وَلَأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ ... وَبَعْضُ النَّاسِ يَخْلُقُ ثُمَّ لَا يَفْرِي (١)

ويُطْلَقُ الخلْقُ على: الإيجادِ في تقديرٍ، وهو المرادُ به هنا.

وقوله تعالى: {السَّمَاوَاتِ} هي الأَجْرامُ المحسوسَةُ، وهي سَبْعَةٌ، وقوله تعالى: {وَالْأَرْضَ} المرادُ بها الجِنْسُ، ويشمل جميعَ الأَرَضِينَ.

وقوله تعالى: {وَمَا بَيْنَهُمَا} يعني: والذي بينهما، وهو السَّحابُ، وكذلك النُّجُومُ والقمر وما أشبهها، وهذا يدلُّ على أنَّ هناك أشياءَ كثيرةً قد لا نَعْلَمُها إلى الآن، فإلى الآن نكتشِفُ أشياءَ كثيرةً مما بين السَّماء والأَرْض، ويدلُّ على أنَّ ما بين السَّماء والأرض أنه ليس مُجَرَّد سحاب فقط بل وراءَ ذلك؛ أن الله تعالى جَعَلَه قسيمًا لخلق السَّمواتِ والأرض، ولا بُدَّ أن يكون شيئًا عظيمًا يقابِلُ هذه المخلوقاتِ.


(١) البيت لزهير بن أبي سلمى، انظر: ديوانه (ص: ٣٢).

<<  <   >  >>