قوله تعالى:{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} المراد بالفِسْقِ هنا الفسق الأكبر المُخْرِجُ عن الإسلام، وليس الفِسْق الأَصْغَر الذي يبقى فيه الإنسانُ مؤمنًا ناقِصَ الإيمانِ، {كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا}؟
الجوابُ:{لَا يَسْتَوُونَ} وانْتَبهْ أيُّها القارِئُ وَقِفْ على قوله تعالى: {فَاسِقًا} فإنَّ كثيرًا من القُرَّاءِ يَقْرَأُ ويستمِرُّ {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} ولا يَصِحُّ هذا، فإذا قرأْتَ:{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} فقِفْ، ثم قُلْ:{لَا يَسْتَوُونَ} فهذا هو الجوابُ؛ وهو جوابُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فإنَّ الله تعالى اسْتَفْهَم وأجاب نَفْسَه:{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا}؟ ثم أجابَ:{لَا يَسْتَوُونَ} أيِ المؤمنونَ والفاسِقون؛ بماذا؟ {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا} هو ما يُعَدُّ للضَّيْفِ {بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: في هذه الآيَةِ تقريرُ أنَّه لا مساواة بين المؤْمِنِ والكافِرِ، وأنَّ هذا أمْرٌ لا يُمْكِنُ؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} وقد قال الله تعالى في آياتٍ أخرى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} بل من السَّفَهِ ومن الخطأ في الحُكْمِ