قال تعالى:{جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} كأنَّ هذه النِّعَم التي في الجَنَّة جزاءٌ على عَمَلٍ لهم، بل هي حقيقة العَمَل لهم، لكن فيه: أنَّ الفَضْل من الله عَزَّ وَجَلَّ عليهم كأنَّه فَضْلٌ منهم على أنْفُسِهِم؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} مِثْل قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} فإحسانُ العَمَلِ بإحسانِ الجزاء، ومثل قوله تعالى:{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} إذ يَمُنُّ عليهم بالسَّعْيِ الحميدِ، ثم يَشْكُرُهم عليه، يَمُنُّ عليهم هنا بالتَّوْفيقِ للهدايَةِ، ثم يقول: أُجازيكُم على عَمَلِكم، وهذا لا شَكَّ أنه من تمامِ نِعْمَة الله عَزَّ وَجَلَّ.