للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآية (١٠)

* قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} [السجدة: ١٠].

* * *

{وَقَالُوا} قال المُفَسِّر [أي: مُنْكِرو البَعْثِ] قالوا: يريدونَ هذه الشُّبْهةَ: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} غِبْنا فيها بأنْ صِرْنا ترابًا مُخْتَلِطًا بتُرابِها] هذا معنى {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا} يعني: غِبْنا فيها وصِرْنا ترابًا كسائِرِ التُّرابِ، فإذا حصل ذلك: {أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} اسْتِفْهامُ إنكارٍ؛ يعني: أَنَكُونُ في خَلْقٍ جديدٍ بعد أن أَكَلَتْنَا الأرضُ وضَلَلْنا فيها؟ ! والإسْتِفْهامُ هنا إنكارِيٌّ؛ يعني: لن نكون ذلك، هذه الشُّبْهَة.

وهل هي حُجَّةٌ أم غير حُجَّةٍ؟

الجوابُ: ليست بحُجَّةٍ؛ لأنَّنا نقول: أنتم خُلِقْتُم من تراب، والذي خلقكم أوَّلًا من تراب قادِرٌ على أن يُعيدَكُم ثانيًا من هذا التُّراب؛ ولهذا جاءت هذه الآيةُ بعد ذِكْرِ خلْق الإنسانِ من طين.

وقوله تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا}: (إذا) هذه شرطِيَّةٌ، جوابها مفهومٌ من الجُمْلَة بعدها؛ يعني: أإِذا ضَلَلْنا في الأرض نَنْشَأُ خَلْقًا جديدًا؟ ! وقولهم: {أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} يعني: أَيَتَأكَّدُ أنَّنا في خلقٍ جديدٍ.

<<  <   >  >>