للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الإنسان بينما هو جالس إذ انشقّ قلبه عن دم الْمُهجة فيخرج منه إلى الفم قطرة فيموت الإنسان من وقته!.

وتاب الناس وتصدّقوا بأكثر أموالهم فلم يجدوا أحداً يقبل منهم، وكان الفقير تُعْرَض عليه الدنانير الكثيرة والدراهم والثياب، فيقول: " أنا أريد كسرة، أريد ما يسد جوعي " فلا يجد ذلك!، وأراق الناس الخمور وكسروا آلات اللهو ولزموا المساجد للعبادة وقراءة القرآن، وقلَّ دارٌ يكون فيها خمر إلا مات أهلها كلهم!.

ودُخِلَ على مريض له سبعة أيام في النّزْع، فأشار بيده إلى مكان فوجدوا فيه خابية من خمر، فأراقوها، فمات من وقته بسهولة.

ومات رجل في مسجد، فوجدوا معه خمسين ألف درهم فعرضت على الناس فلم يقبلها أحد، فتركت في المسجد تسعة أيام لا يريدها أحد، فلما كان بعد ذلك دخل أربعة ليأخذوها فماتوا عليها، فلم يخرج من المسجد منهم أحدٌ حيّ بل ماتوا جميعاً.

وكان الشيخ أبو محمد عبد الجبار بن محمد يشتغل عليه سبعمائة مُتَفَقِّه فمات وماتوا كلهم إلا اثني عشر نفراً منهم.

وأرسل السلطان رسولاً إلى بعض النواحي، فتلقاه طائفة فقتلوه

<<  <   >  >>