كما يربي هذا الدعاء قلب المؤمن على عظمة منزلة علم الله المحيط بكل شيء، فقول العبد:(وأنت علّام الغيوب) تشعر العبد المؤمن بمعية الله وعلمه المحيط، فهو يستخير إلهًا عليمًا لا تخفى عليه خافية، وهذا الشعور له أيضًا أثر واضح على اعتقاد العبد حال الدعاء.
ومنزلة الإحسان وهي أعلى مراتب الدين؛ تقوم على التعبد لله باسمه العليم والعلام وغيرها، وصيغة المبالغة في قوله (علام الغيوب) تعطينا الدلالة على اعتقاد المؤمن العلم الكامل لربه، بحيث لا تخفى عليه خافية، فمن قام بقلبه هذا الشعور حال الدعاء؛ لم تكد تخطئه الاستجابة.
[الفائدة الحادية والعشرون]
في الحديث إثبات صفات الله سبحانه وتعالى على ما يليق به، ومن ذلك صفتي العلم والقدرة، وهذا دليل لأهل السنة والجماعة في إثبات الصفات، فهم أسعد بالدليل، وأجدر بتعظيم الله، فإن تعظيم من أثبت الصفات لربه؛ أعلى ممن عطّل ربه عن تلك الصفات.
[الفائدة الثانية والعشرون]
يدل دعاء الاستخارة على تعبد العبد المؤمن بآثار الأسماء الحسنى والصفات العلى، فمن صفات الله العلم والقدرة، ومن آثارها التي تتعلق بالاستخارة:
أن العبد يسأل ربه بعلمه وقدرته أن يكتب له الخير، وأن يتوكل في أمره عليه، وأن يحسن الظن بربه، وغير ذلك من الآثار، وهكذا التعبد لله ببقية الأسماء الحسنى.