الحديث يدل على أن صفة الاستخارة: ركعتان تؤدى على صفة الصلاة المعروفة، ولهذا أحال النبي - صلى الله عليه وسلم - صفتها إلى ما هو معروف عندهم ومتقرر؛ فقال:(فليركع ركعتين من غير الفريضة) وقد مضى بيانها في المسائل الفقهية.
[الفائدة الثامنة والعشرون]
صلاة الاستخارة تدل على أهمية الصلاة في حياة المسلم، فلم يقتصر المستخير على الدعاء مع أهميته المعروفة، وإنما أضاف إليها صلاة ركعتين بين يدي دعائه، ومن هذا الباب ندرك السر في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يفزع إلى الصلاة كلما حزبه أمر، يؤيده أن الصلاة صلة بين العبد وبين ربه، والأوقات التي تشرع فيها الصلاة أكثر من الأوقات التي تمنع فيها الصلاة، وتجمع الصلاة أنواعًا كثيرة من العبادة فيدخل فيها:
الدعاء، والقرآن، والركوع، والسجود، والذكر بأنواعه من التهليل، والتسبيح، والتكبير وغير ذلك، وفيها الخضوع، والخشوع، والإخلاص وكثير من أعمال القلوب.
[الفائدة التاسعة والعشرون]
صلاة الاستخارة تجمع بين الصلاة ثم الدعاء، والصلاة بين يدي الدعاء كالتحية بين يدي الملوك قبل تقديم الطلب، والله سبحانه وتعالى ملك الملوك، والصلاة صلة بين العبد وبين ربه، وهي المناجاة، ولهذا كان دعاء الاستخارة بعد الصلاة لا قبلها، فناسبها موضعًا، ولم يختلف العلماء في كونه بعد الصلاة، وإنما اختلفوا في موضعه، أقبل السلام؛ أم بعده؟ وقد مضى بيانها في المسائل الفقهية.