وهذا الضابط الشرعي اختل في هذه الأزمان التي طغت فيها مظاهر الحياة الدنيا على واقع الناس، فأصبح كثير منهم يعلق الخير والشر على صلاح الدنيا، ويهمل صلاح الدين.
[الفائدة الثالثة والخمسون]
قوله:(وعاقبة أمري) المراد بذلك الآخرة، فيكون المستخير سأل ربه الخير في ثلاثة أمور:
أ- في دينه، لقوله:(في ديني).
ب- في معاشه وهي دنياه، لقوله:(ومعاشي).
ج- في عاقبة أمره وهي آخرته، لقوله:(وعاقبة أمري).
ومن رزق الخير في هذه الثلاثة فقد اكتملت سعادته، وهنأ عيشه.
ويحتمل أن المراد بعاقبة أمري: أي دنياي، فيكون ذكر الدنيا مرتين، مرة في قوله:(دنياي)، ومرة في قوله:(عاقبة أمري) وسبب ذلك أن الأمر من أمور الدنيا قد يبدو خيرًا في ظاهره وبدايته؛ إلا أن عاقبته لا تكون كذلك، فخص العاقبة بالذكر لكي يبقى له الخير في أول الأمر وفي نهايته، وفضل الله واسع.
[الفائدة الرابعة والخمسون]
قوله:(أو قال عاجل أمره وآجله) اختلف أهل العلم في موضعها على أقوال (١):