في سؤال الإنسان لربه الخير بدأ بالتقدير فقال:(فاقدره لي) وفي سؤاله صرف الشر أخر التقدير؛ وهو الأنسب لأنه يريد صرف الشر عنه أولًا؛ ثم بعد ذلك يقدر مكانه خيرًا.
[الفائدة الثانية والسبعون]
في دعاء الاستخارة تمام الخضوع والذل لله، ومن تأمل ألفاظ الاستخارة وجدها في غاية التذلل لله:
فقد نسب العلم كله لله، والقدرة له، ونفى العلم عن نفسه، ونفى قدرته على فعل شيء، والتذلل لله أحد ركني العبادة، والمحبة ركنها الثاني؛ وقد مضى التنبيه عليه، ودعاء الاستخارة يشملهما، وهذا من فضائله.
[الفائدة الثالثة والسبعون]
من فوائد دعاء الاستخارة أنه يورث الطمأنينة، ويزيل الاضطراب الذي يحصل عند البعض حين الإقدام على فعل شيء أو ترك شيء، وهذه الاضطرابات والتردد كثيرًا ما تعكر على الإنسان صفو حياته، فجاءت الاستخارة مزيلة لكل هذه الأمور، مورثة العبد المؤمن الطمأنينة.
[الفائدة الرابعة والسبعون]
صلاة الاستخارة باب من أبواب تحصيل الحسنات؛ لما فيها من الصلاة والدعاء؛ ولو لم يحصل المستخير إلا على أجر صلاته ودعائه لكفى؛ فكيف وفضائل الله عليه تترى.