ولو سمع أبو بكر رضي الله عنه هذه الزيادة لاحتج بها ولم يلجأ إلى القياس فإنها نص في المطلوب والقول بأنهما لم يسمعا وتعدد التحديث بهذا الحديث مرة بالزيادة ومرة بدونها أولى من القول بأنهما سمعا ثم نسيا
٣ - وقد اختلف الصحابة فيهم بعد الغلبة عليهم هل تغنم أموالهم؟ وتسبى ذراريهم كالكفار؟ أو لا؟ كالبغاة؟ فرأى أبو بكر الرأي الأول وعمل به ولعله أخذ بمنتهى القسوة في ذلك الوقت إرهابا لمن تسول له نفسه مثل هذا الخروج وناظره عمر في ذلك وذهب إلى الرأي الثاني لكنه سلم لأبي بكر في حينها لما يجب عليه من طاعة الإمام فلما ولي عمر الخلافة عمل بالثاني ورد عليهم السبي ووافقه المسلمون على ذلك واستقر الإجماع عليه في حق من جحد شيئا من الفرائض بشبهة فيطالب بالرجوع فإن نصب القتال قوتل كالباغي فإن غلب لم تغنم أمواله ولم تسب ذراريه فإن رجع وأدى فبها ونعمت وإلا عومل معاملة الكافر حينئذ والإجماع اليوم على أن المرتد لا يسبى
والراجح أن عمر في رده السبي لم يكن نقضا لفعل أبي بكر لأنه فداهم من أيدي مالكيهم بما فتح الله به وأعتقهم تفضلا وصلة للقرابة ولم ينزع من يد أحد شيئا إلا بعوض ولو كان نقضا لأخذهم من أيدي مالكيهم بدون عوض
٤ - وقد زعم بعض الروافض أن قتال مانعي الزكاة كان عسفا واتهموا أبا بكر رضي الله عنه بأنه أول من سبى المسلمين ودافع الخطابي وذهب إلى أن أبا بكر لم يسب ذراري مانعي الزكاة فقال واتفقوا على أن أبا بكر لم يسب ذراري مانعي الزكاة إلا في شيء روي عن بعض الروافض ولا يعتد بخلافهم اهـ
٥ - [ويؤخذ من الحديث فوق ما تقدم]-
١ - شجاعة أبي بكر وتقدمه في العلم وقد أجمع أهل الحق على أنه أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم