(جاء العاقب والسيد) العاقب اسمه عبد المسيح وكان صاحب الرأي والمشورة في أهل نجران والسيد واسمه الأيهم بياء ساكنة بعد الهمزة ويقال اسمه شرحبيل وكان رئيس مجتمعاتهم
(صاحبا نجران) أي المقيمان بها الملازمان لها من الصحبة ونجران بفتح النون وسكون الجيم بلدة كبيرة بين مكة واليمن يتبعها ثلاث وسبعون قرية
(يريدان أن يلاعناه) المراد من الملاعنة أن يقول كل من المختلفين على أمر لعنة الله على الكاذب وهي المباهلة الواردة في قوله تعالى {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} وإسناد الإرادة لهما مع أن أحدهما كان يعارض الآخر إما على سبيل تغليب المريد على غير المريد وإما لأن المعارض كان يريد ثم عدل
(فقال أحدهما لصاحبه لا تفعل) الملاعنة قيل إن القائل هو السيد وقيل هو العاقب وهو الأقرب لأنه صاحب الرأي والمشورة
(فوالله لو كان نبيا فلاعنا) في رواية فلاعننا بإظهار النون والمراد على الروايتين فلاعننا هو وليس المراد فلاعناه نحن أي دعا علينا باللعنة
(لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا) المراد من العقب الذرية التي تأتي عقب الآباء فالمراد من البعدية التأكيد أو المراد بعد أن نذهب نحن وتستقل الذرية بأمرها
(قالا إنا نعطيك ما سألتنا) ولا نلاعن القائل أحدهما وأسند القول إليهما لموافقة الآخر وكان قد سألهم أن يصالحهم ويحميهم على ألفي حلة وألفي أوقية من الذهب كجزية ما داموا لم يسلموا وكانوا نصارى
(وابعث معنا رجلا أمينا) ليتسلم مال الصلح وطلبا الأمانة في الرجل