فأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (١٨١١) عن محمد بن سليمان القديدي عن عمه أيوب بن الحكم عن مسلم بن خالد الزنجي، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك. وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (١٠٦١) من طريق الهيثم بن كليب الشاشي عن محمد بن سليمان القديدي عن عمه أيوب بن الحكم عن مسلم بن خالد الزنجي، عن أبان بن صالح، عن أنس بن مالك. وخالفه غيره، فأخرجه أبو عبد الله الضبي في "أماليه" (عمرية/م ٢٢/ق ١٤٢/أ) من طريق أحمد بن إسماعيل عن مسلم بن خالد الزنجي، عن أبي العلاء، عن أنس. وهذه الأسانيد لا تصح إلى مسلم بن خالد وهو الزنجي وهو أيضا صدوق كثير الأوهام، ويشبه أن يكون قول من قال عن أبان بن أبي عياش أشبه؛ لوجود المتابع عليه، وأبان متروك. وله طرق عن أنس لا تصح: فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" -كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (١/ ١٩٨) -عن عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن شيخ، عن أنس، به. وهو ضعيف؛ لجهالة الراوي عن أنس. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "القبور" -كما في "اقتضاء الصراط المستقيم" (٢/ ٢٤٧) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣٨٦١)، والضياء في "المنتقى من مسموعات مرو" (ق ١٣٩٣/أ) من طريق سليمان بن يزيد الكعبي عن ربيعة عن أنس. وأخرجها ابن أبي حاتم في "العلل" (٨٧١) من هذا الطريق إلا أنه لم يذكر ربيعة. ونقل عن أبي زرعة قوله: ما أعلم لربيعة معنى. ومن طريق ابن أبي الدنيا والبيهقي أخرجه ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" ص (١٧٤) وقال: هذا الحديث ليس بصحيح ولا ثابت، بل هو حديث ضعيف الإسناد، منقطع. قلت: مداره على سليمان الكعبي وهو ضعيف. ورواه ابن جريج واختلف عنه: فأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (١٨١٠) من طريق موسى بن طارق، عن ابن جريج، قال: حدثت عن الزهري، فذكره مرسلا. وخالفه عبد المجيد بن عبد العزيز، وجعله من مسند أنس، فأخرجه الضياء في "المنتقى من مسموعات مرو" (ق ١٤٠٠/ب) من طريقه عن ابن جريج عن الزهري عن أنس. وعبد المجيد صدوق يخطئ وخالف من هو أثبت منه وابن جريج مدلس وقد عنعنه في الرواية الثانية وصرح في الأولى بالانقطاع. وانظر شواهده في الحديث السابق والتالي.