الحمل فيها على غيره كما بينته في تحقيقي ودراستي لأحاديث الكتاب، والذي يظهر لي أن الجندي - نفسه -حدث به هكذا على الوهم، فقد تقدم في ترجمته أنه حدث عن شيخيه أبي حمة، وعلي بن زياد بحديث يعقوب بن عطاء، عن الزهري في قصة الإفك، قال الحاكم: قلت لأبي علي الحافظ فعلى أي شيء يوضع هذا منه؟ قال: على الوهم فقط.
ويقوي هذا الذي ذهبت إليه ويزيده رجحانا ويبرئ ساحة المغيرة ويرفع عنه التهمة أن للحديث مخرج آخر، فقد أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(١٥٧٩) عن عبد الله بن منصور، عن أحمد بن سليمان، عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. إلا أنه وقع عنده عبد الله بن عمرو، بدلا من ابن عمر، وقد عزاه السيوطي للديلمي من مسند ابن عمر.
وعبد الله بن منصور هو من نفس طبقة شيوخ الجندي، فعله توهمه عن هذا السند، أو عن أحد الضعفة من شيوخه، والله أعلم. [انظر:"طبقات فقهاء اليمن" للجعدي (ص ٧٠ و ٧٤)، و"السلوك في طبقات العلماء والملوك"(ص ١٤٥ و ٢١٦)، و"تاريخ الإسلام"(٨/ ٣٨٢)، و"ميزان الاعتدال"(٤/ ١٦٥)، و"لسان الميزان"(٨/ ١٣٥)، و"الكشف الحثيث"(ص ٢٦٠)].