للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣ - حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا أبو قرة، قال: بلغني عن معمر: «أن سفينة نوح عليه السلام، طَافَتْ بالبيت سَبْعًا، حتى إذا أَغْرَقَ الله عز وجل قوم نوح، رفعه وبقي أَسَاسُهُ، فَبَوَّأَهُ الله -عز وجل -لإبراهيم -عليه السلام -، فبناه بعد ذلك، فذلك قوله عز وجل: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} [البقرة: ١٢٧]» (١).


(١) ـ وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٦٧٦) للمصنف. وقد أخرجه عبد الرزاق (٩٠٩٦) عن معمر، بلاغا. إلا أنه ذكره في قوله: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ}. وروي مرفوعا ولا يصح، ففي"تنزيه الشريعة" (١/ ٢٥٠) ذكر الساجي حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا الشافعي، قيل لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم حدثك أبوك عن جدك عن رسول الله أنه قال: إن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا وصلت خلف المقام فقال نعم". قلت: لم يبين السيوطي علته، وعلته عبد الرحمن بن زيد، قال: الساجي منكر الحديث، وقال ابن عبد الحكم، سمعت الشافعي يقول: ذكر رجل لمالك حديثا منقطعا فقال: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه عن نوح، وكأن الشافعي إنما روى حديثه هذا متعجبا من نكارته، وقال ابن الجوزي أجمعوا على ضعفه، وقال الحاكم وأبو نعيم روى عن أبيه أحاديث موضوعة والله أعلم. اهـ.
قلت: وقد أخرجه عن الشافعي ابن أبي حاتم الرازي في "آداب الشافعي ومناقبه" (ص ١٧٥)، ابن عدي في "الكامل" (٥/ ٤٤٣)، والدارقطني كما في "تعليقاته على المجروحين" لابن حبان (ص ١٦٠)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ١٠٠)، والديلمي في "مسنده" - كما في "الغرائب الملتقطة" للحافظ ابن حجر (ق ٢٨٢) -. وروي نحوه عن ابن عباس ولا يصح، أخرجه الحاكم (٢/ ٣٤٢ و ٤٧٣) من طريق من طريق النضر بن عبد الرحمن الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس، قال: كان بين نوح وهلاك قومه ثلاث مائة سنة، وكان قد فار التنور في الهند وطافت سفينة نوح بالكعبة أسبوعا. وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي في أحد الموضعين. قلت: والنضر متروك.

<<  <   >  >>