للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤ - وذكر ابن جريج -في حديثه -: «أنه لما كان الغرق، رفع الله إليه البيت، واستودع الركن أبا قُبَيْسٍ، حتى إذا كان بناء إبراهيم، نادى أبو قُبَيْسٍ، إبراهيم، فقال لإبراهيم: هذا الركن، فجاء إبراهيم، فحفر عنه، فجعله في البيت، حتى بناه إبراهيم عليه السلام» (١).


(١) ـ عزا السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٦٧٦) هذا المتن ضمن حديث معمر السابق، للمصنف.
وأخرجه عبد الرزاق (٩٠٩٩) عن ابن جريج قال: قال سعيد بن المسيب، قال: قال علي: ... وذكر الحديث.
(٢) ـ سنده حسن إلى ابن جريج: لكنه لم يذكر عمن أخذه. وقد روي نحوه مرفوعا ولا يصح كما سيأتي بيانه. الأثر لم أقف عليه من هذا الطريق وقد روى نحوه مجاهد بن جبر، أخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره" (٢/ ٧٧٥) عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: يدخل جبريل نهر النور كل يوم سبعين مرة فيغتمس فيه ثم يخرج، فينتفض فيسقط منه سبعون ألف قطرة تعود كل قطرة ملكا يسبح الله إلى يوم القيامة. وليث اختلط فلم يتميز حديثه فترك. وروي نحوه عن العلاء بن هارون أخو يزيد: أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٣٢٩) عن إبراهيم بن محمد بن أبي عمير الرملي، عن ضمرة، عن العلاء بن هارون، قال: لجبريل عليه السلام في كل يوم اغتماسة في الكوثر، ثم ينتفض، فكل قطرة يخلق منها ملك. وسنده حسن إلى قائله من أجل ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني صدوق يهم. وله شاهد من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ومرسل عن الحسن البصري وكلها ضعيفة جدا لا يصح منها شيء:
أما حديث أبي هريرة: فأخرجه أبو العباس التميمي في "نسخته عن هشام بن عمار" (ق ١٠٧/ب/الظاهرية)، والعقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٥٩)، وابن عدي في "الكامل" (٤/ ٦٠)، والحسن بن رشيق في "حديثه" (٥٢)، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" (ق ٢٠٠)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/ ١٢٢)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ١٨٤)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ١٤٦ ـ ١٤٧)، والديلمي -كما في "هامش الفردوس" (٨٨٤١) -جميعا من طريق روح بن جناح عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: في السماء الدنيا بيت يقال له: البيت المعمور بحيال الكعبة، وفي السماء الرابعة نهر يقال له: الحيوان يدخله جبريل في كل يوم، فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة، يخلق الله من كل قطرة ملكا، ثم يؤمرون فيزورون البيت المعمور فيصلون فيه، ثم يخرجون فلا يعودون إليه إلى يوم القيامة، يولى عليهم أحدهم يقف بهم من السماء موضعا يسبحون الله إلى أن تقوم الساعة. وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في "تفاسيرهم" من هذا الطريق كما في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ٨٤). قال العقيلي: لا يحفظ من حديث الزهري إلا من حديث روح بن جناح هذا، وفيه رواية من غير هذا الوجه بإسناد صالح في ذكر البيت المعمور بخلاف هذا اللفظ. وقال ابن عدي: ولا يعرف هذا الحديث إلا بروح بن جناح، عن الزهري. وقال أبو أحمد الحاكم: هذا حديث منكر لا أعلم له أصلا من حديث أبي هريرة ولا في حديث سعيد بن المسيب ولا في حديث محمد بن مسلم الزهري. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يتهم به إلا روح بن جناح فإنه يعرف به ولم يتابعه عليه أحد، قال ابن حبان: يروي عن الثقة ما إذا سمعه من ليس بمتبحر في هذه الصناعة شهد بالوضع.
وأما حديث أبي سعيد الخدري: فأخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره" (٢/ ٧٧٥) عن أبي أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، أبو الشيخ في العظمة (٣١٧) من طريق زياد بن المنذر، كلاهما عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله نهرا في الجنة يغتمس فيه جبريل ثم يخرج فينتفض، قال: فما من قطرة تقطر من ريشه إلا خلق الله منها ملكا. قلت: زياد بن المنذر رافضي كذاب، وأبو أمية الثقفي متروك وشيخهما عطية العوفي صدوق كثير الخطأ والتدليس.
وأما مرسل الحسن البصري: فأخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره" (٢/ ٧٧٥) من طريق رجل عن أبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلا، بلفظ: «أن سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خلق الملائكة، فقال: من أي شيء خلقت؟ فقال: خلقت من نور الحجب السبعين التي تلي الرب، كل حجاب منها مسيرة خمس مائة عام، فمنها خلقت الملائكة، فليس ملك إلا هو يدخل في نهر الحياة، فيغتسل فيكون من كل قطرة من ذلك الماء ملكا من الملائكة، فلا يحصي أحد ما يكون في يوم واحد، فهو قوله: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} [المدثر: ٣١]». وهو مرسل ضعيف جدا؛ لجهالة الراوي عن أبان وأبان متروك.

<<  <   >  >>