للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩ - حدثنا محمد بن عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ، قال: ثنا سلامة بن روح، [عن عقيل] (١) بن خالد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن عبد الله بن عدي -وهو رجل من بني زهرة - قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وهو على راحلته بِالْحَزْوَرَةِ، وهو يقول لمكة: والله إنك لَخَيْرُ أرض، وأحب أرض لله إلي، ولولا أني أُخْرِجْتُ منك، ما خرجت» (٢).


(١) ـ ما بين المعقوفين بياض بالأصل قدر المثبت، وقد استدركناه عمن أخرجه من طريق المصنف، وسلامة بن روح معروف بروايته عن عمه عقيل بن خالد بكتاب الزهري، وقد تابعه الليث عن عقيل كما سيأتي في مصادر التخريج الآتية.
(٢) ـ سنده فيه محمد بن عزيز الأيلي وقد تقدم في الحديث [٢٧] أنه فيه ضعف ومتكلم في سماعه من عمه روح، ولكن الحديث صح من طرق أخر، وقد اختلف فيه على ابن شهاب الزهري والصواب رواية عقيل بن خالد هذه ومن تابعه من الثقات من أصحاب الزهري وهو ما رجحه أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما كما سيأتي. وقد أخرجه ابن جماعة في "مشيخته" (ص ٥٥٣) من طريق المصنف، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (٦٧٨)، والدارمي (٢٥٥٢)، وابن ماجه (٣١٠٨)، والترمذي (٣٩٢٥)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (٤٣٤/السفر الثالث)، و (١١٩٩/السفر الثاني)، والنسائي في "الكبرى" (٤٢٣٨)، والبغوي في "معجم الصحابة" (١٥٥٢)، وابن حبان (٣٧٠٨)، والحاكم (٣/ ٧)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢/ ٢٨٩ و ٥/ ٣٣) وغيرهم من طريق الليث بن سعد عن عقيل بن خالد، به. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" (٦/ ٢٨٤)، والأزرقي في "أخبار مكة" (٢/ ١٥٥)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٦٢٢) من طريق ابن أبي ذئب، وأحمد (١٨٧١٦)، وعبد بن حميد في "مسنده" (٤٩١/المنتخب)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (٤٣٥/السفر الثالث)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٦٢١)، والنسائي في "الكبرى" (٤٢٣٩)، والبغوي في "معجم الصحابة" (١٥٥٢)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (٢/ ٩٧ و ١٧٦) وغيرهم من طريق صالح بن كيسان، وأحمد (١٨٧١٥)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٢٤٤)، والبغوي في "معجم الصحابة" (١٥٥٥)، والطبراني في "مسند الشاميين" (٣٠٣٤)، والحاكم (٣/ ٤٣١)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٤٣٧٨)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٥١٧ و ٥/ ١٠٦)، من طريق شعيب بن أبي حمزة، والفاكهي في "أخبار مكة" (٢٥١٤)، وابن جرير الطبري في "تاريخه" (١١/ ٥٥٨) من طريق عبيد الله بن أبي زياد، والبغوي في "معجم الصحابة" (١٥٥٢ و ١٥٥٥) من طريق يونس بن يزيد وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، جميعهم (ابن أبي ذئب، وصالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة، وعبيد الله بن أبي زياد، ويونس بن يزيد، وعبد الرحمن بن خالد) عن ابن شهاب الزهري، به.
وخالفهم جميعا محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، فأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٤٥٤)، والحاكم (٣/ ٢٨٠) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحزورة، فقال: «والله إني لأعلم أنك خير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن أخي الزهري إلا الدراوردي.
قلت: والدراوردي صدوق لكنه كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، وروايته هذه عن ابن أبي الزهري جاءت مخالفة لرواية الجماعة عن الزهري كما تقدم. ورواه معمر بن راشد عن الزهري، واختلف عنه:
فأخرجه أحمد (١٨٧١٧)، والبزار (٧٨٧٤)، والبيهقي في "الدلائل" (٢/ ٥١٨) من طريق عبد الرزاق، وأحمد (١٨٧١٨ و ١٨٧١٨)، والبغوي في "معجم الصحابة" (١٥٥٤) من طريق رباح بن زيد، والنسائي في "الكبرى" (٤٢٤٠) من طريق إبراهيم بن خالد، ثلاثتهم عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على الحزورة فقال: لقد علمت أنك أحب أرض الله إليه، يعني مكة، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت. إلا أنه في رواية رباح من الموضع الثاني عند أحمد والبغوي لم يسم الصحابي، وإبراهيم بن خالد رواه مرة عن رباح ومرة معمر. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة إلا معمر. قال البيهقي: وهذا وهم من معمر، والله أعلم. وقد روى بعضهم عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو أيضا وهم، والصحيح رواية الجماعة. أي: حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء، وسيأتي تخريجه.
ومن هذا الطريق أخرجه الفاسي في"شفاء الغرام" (١/ ١٠٣)، وقال: رواية معمر شاذة، يعني روايته لهذا الحديث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. قال: والظاهر أن الوهم فيه من عبد الرزاق، لأن معمرا كان لا يحفظ اسم صحابيه كما جاءت رواية رباح عنه، وعبد الرزاق سلك الجادة فقال: عن أبي سلمة عن أبي هريرة. ثم قال: وإذا تقرر ذلك علم أن لا أصل له من حديث أبي هريرة. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (٨٣٠) -وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بالحزورة فقال: إنك أحب أرض الله إلي، ولولا أني أخرجت، ما خرجت منه؟ فقالا: هذا خطأ؛ وهم فيه محمد بن عمرو؛ ورواه الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو الصحيح. وانظر ايضا المسألة (٨٣٦).
قلت: وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (٨٨٦٨) -ومن طريقه البغوي في "معجم الصحابة" (١٥٥٣) -عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة، مرسلا. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" (٦/ ٢٨٤)، والأزرقي في "أخبار مكة" (٢/ ١٥٥) من طريق الواقدي عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي عمر عبد الله بن عدي بن الحمراء؛ إلا أنه تصحف عن الأزرقي أبي عمر لابن عمر. والواقدي متهم. ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة واختلف عليه:
فأخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (٤٣٢/السفر الثالث)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (١٢/ ٢٨١)، وفي "معاني الآثار" (٢/ ٢٦١) و (٣/ ٣٢٨) من طريق حماد بن سلمة، والبزار (٧٩٣٧) من طريق عبد الوهاب، وأبو يعلى في "مسنده" (٥٩٥٤) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والطحاوي في "معاني الآثار" (٢/ ٢٦١) و (٣/ ٣٢٨) من طريق عبد العزيز بن محمد، جميعهم (حماد، وعبد الوهاب، وخالد، ومحمد) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. إلا أنه سقط من مطبوعة "التاريخ" لابن أبي خيثمة محمد بن عمرو والصواب إثباته فرواية حماد عنه عن أبي سلمة.
وخالفهم إسماعيل بن جعفر وعثمان بن ساج ومحمد بن إبراهيم فجعلوه مرسلا، فأخرجه علي بن حجر في "حديثه" (٢٠٤) عن إسماعيل بن جعفر، والأزرقي في "أخبار مكة" (٢/ ١٢٦ و ١٥٦) من طريق ابن ساج ومحمد بن إبراهيم، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، مرسلا. ومحمد بن عمرو صدوق له أوهام. قال الدارقطني في "العلل" (١٧٤٣) وقد سئل عن حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، هذا، فقال: يرويه الزهري، ومحمد بن عمرو واختلف عنهما؛ فرواه يعقوب بن عطاء، ومعمر بن راشد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. واختلف عن يونس بن يزيد، فرواه أبو صفوان الأموي، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وخالفه ابن وهب، رواه عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك رواه صالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، ومعمر بن أبان بن عمران، عن الزهري. وخالفهم ابن أخي الزهري، فرواه عن عمه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الله بن عدي، وأرسله ابن عيينة، عن الزهري. وأما محمد بن عمرو فاختلف عنه أيضا؛ فرواه حماد بن سلمة، وأبو ضمرة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وخالفهما إسماعيل بن حفص، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلا. والصحيح عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
قلت: ولعل ترجيح الدراقطني يتنزل على الخلاف في رواية محمد بن عمرو فقط، وإلا فقد رواه جماعة من الثقات من أصحاب الزهري عنه عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي الزهري، وهو ما رجحه إماما العلل أبو حاتم وأبو زرعة، وقد ذهب بعض أهل العلم: إلى الجمع بين الروايتين مع احتمال كون أبي سلمة سمعه مرة من أبي هريرة ومرة من عبد الله بن عدي، وانظر أيضا "الاستذكار" لابن عبد البر (٧/ ٢٣٦).

<<  <   >  >>