قطعة غنم يروح عليه وربما خرج هو نفسه بها وربما كفيها فرعيت له وكان يحلب للحى أغنامهم فلما بويع بالخلافة قالت جارية من الحى الآن لا تحلب لنا منائح دارنا فسمعها أبو بكر فقال بلى لعمرى لأحلبنها لكم وإنى لأرجو أن لا يغيرنى ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه فكان يحلب لهم فربما قال للجارية من الحى يا جارية أتحبين أن أرغى لك أو أصرح فربما قالت ارغى وربما قالت صرح فأى ذلك قالت فعل فمكث كذلك بالسنح ستة أشهر ثم نزل إلى المدينة فأقام بها ونظر فى أمره فقال لا والله ما يصلح أمر الناس التجارة وما يصلحهم إلا التفرغ والنظر فى شأنهم وما بد لعيالى مما يصلح لهم فترك التجارة واستنفق من مال المسلمين ما يصلحه ويصلح عياله يوما بيوم ويحج ويعتمر وكان الذى فرضوا له فى كل سنة ستة آلاف درهم فلما حضرته الوفاة قال ردوا ما عندنا من مال المسلمين فإنى لا أصيب من هذا المال شيئا وإن أرضى التى بمكان كذا وكذا للمسلمين بما أصبت من أموالهم فدفع ذلك إلى عمر