فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب فجئت فقمت عند رؤسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، فجعلوا يتضاغون عند قدمى، فلم أزل كذلك وكان دأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أنى جعلت ذلك ابتغاء لوجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله لهم فرجة وقال الآخر: اللهم إنه كانت لى ابنة عم فأحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت إليها نفسها فأبت على حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله لهم فرجة وقال الآخر: اللهم إنى استأجرت أجيرا، فلما قضى عمله قال: أعطنى حقى، فأعرضت عنه فتركه ورغب عنه، حتى اشتريت بقرا رعيتها له، فجاء بعد حين فقال: اتق الله ولا تظلمنى وأعطنى حقى، فقلت: اذهب إلى تلك البقر وراعيها