المسجد فربط دابته، ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر، فصليت فى المسجد حيث شاء الله، ثم أتيت بإناءين: فى أحدهما لبن، وفى الآخر عسل، أرسل إلى بهما جميعا فعدلت بينهما، ثم هدانى الله فاخترت اللبن، فشربت حتى قرعت به جبينى، وبين يدى شيخ متكىء فقال: أخذ صاحبك بالفطرة ثم انطلق بى حتى أتيت الوادى الذى بالمدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابى ثم مررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم فسلمت عليهم، فقال بعضهم لبعض: هذا صوت محمد ثم أتيت أصحابى قبل الصبح بمكة، فأتانى أبو بكر فقال: يا رسول الله أين كنت الليلة فقد التمستك فى مكانك فلم أجدك، فقلت: أعلمت أنى أتيت بيت المقدس الليلة فقال: يا رسول الله إنه مسيرة شهر فصفه لى، ففتح لى صراط كأنى أنظر إليه، لا يسألونى عن شىء إلا أنبأتهم عنه (البزار، وابن أبى حاتم، والطبرانى، وابن مردويه، والبيهقى فى الدلائل وصححه عن شداد بن أوس) [كنز العمال