٨٩٦٧ - إنما مثلى ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازة غبراء لا يدرون ما قطعوا منها أكثر أم ما بقى منها فحسرت ظهورهم ونفد زادهم وسقطوا بين ظهرانى المفازة فأيقنوا بالهلكة فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم رجل فى حلة يقطر رأسه فقالوا إن هذا لحديث عهد بالريف فانتهى إليهم فقال ما لكم يا هؤلاء قالوا ما ترى كيف حسرت ظهرنا ونفد زادنا وسقطنا بين ظهرانى المفازة لا ندرى ما قطعنا منه أكثر أم ما بقى علينا قال ما تجعلون لى إن أوردتكم ماء رواء ورياضا خضراء قالوا نجعل لك حكمك علينا قال تجعلون لى عهودكم ومواثيقكم أن لا تعصونى فجعلوا له عهودهم ومواثيقهم أن لا يعصوه فمال بهم فأوردهم رياضا خضرا وماء رواء فمكث يسيرا ثم قال لهم هلموا إلى رياض أعشب من رياضكم وماء أروى من مائكم فقال جل القوم ما قدرنا على هذا حتى كدنا أن لا نقدر عليه وقالت طائفة منهم ألستم قد جعلتم لهذا الرجل عهودكم ومواثيقكم أن لا تعصوه وقد صدقكم فى أول حديثه وآخر