قيل: الواو للجمع على ما بيناه في مَسْأَلَة الترتيب، ثم مع هذا لو ثبت أنها للترتيب لكان أحسن أن يكون بمعنى الفاء، غير أنها توقع الثاني عقب الأول؛ لأنها للعقب، ولو كانت للترتيب لكان قولكم في أول الاية: إنها للعقب في غسل أل وجه يلزمكم التعقيب في باقي الأعضاء للنسق على أل وجه.
وأيضاً: قد روي عن النبي ﷺ توضأ مرة مرة، وقال:«هذا وضوء لا يقبل الله صلاة إلا به»، ونحن نعلم أنه ﵇ لم يغسل وجهه بالغداة، ويديه ضحوة النهار، بل والى تابع بين غسل الوجه واليدين ثم بين أن الله -تعالى - لا يقبل الصلة إلا بذلك الوضوء.
وقد روي أنه ﷺ توضأ، ووالى، وقال:«هذا وضوء لاي قبل الله الصاة إلا به»، وفيه دليلان:
أحدهما: أنه فعل ذلك، وفعله على الوجوب.
والثاني: أنه أعلمنا من طريق القول أن الله لا يقبل الصاة إلا بوضوء هذه صفته، إلا أن تقوم دلالة.
فإن قيل: الرواية أنه ﵇ توضأ مرة مرة، وقال:«هذا وضوء لا يقبل الله الصاة إلا به»، عليه سؤالان.