للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قيل: فقد قال - تعالى - {خلق من ماء دافق}، وقال: {وهو الذي خلق من الماء بشرا}، فسماه ماء مطلقا فظاهره يوجب طهارته.

قيل: أما قوله - تعالى - {من ماء دافق} لم يذكر فيه طاهر، والماء الطاهر هو الذي خبرنا - تعالى - بطهارته بقوله: {ماء طهورا}، وبقوله: {ليطهركم به}، والماء الدافق هو الذي سماه - تعالى - مهينا، والطاهر لا يكون مهينا يمتهن، وقوله - تعالى -: {وهو الذي خلق من الماء بشرا} يعني به آدم عليه السلام؛ لأنه خلق من الماء والطين.

فإن قيل: فلم ذكر الماء وحده؟.

قيل: كما قال: {وبدأ خلق الإنسان من طين}، فذكر الطين مفردا في موضع ليعلمنا أنه خلقه منهما جميعا.

وعلى أنه لو ثبت العموم فيه، وأن اسم الماء يتناوله لخصه القياس والسنة.

فأما السنة فما روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت:

<<  <  ج: ص:  >  >>