لا يَأمَنَنْ قَوْمٌ زَوَال جُدودِهم … فَقَدْ زَال مِنْ جَنب ظِعانُ ابن أَكدر
فأما حسان بن عبد المَلكِ فقتل يوم أخذ أكيدِر عند باب الحصْن.
وأما حُرَيْث بن عبد الملِك، فأسلم على ما في يده فسلم له، فكان حُرَيْثُ شَريفًا، وولده الجَنْدل لهم عَدَدُ.
وكان يَزيد بن معاوية متزوجًا بنته، وصاهر إليه أَشرَافُ كَلْب.
وأما بِشْر بن عبد المَلك فإنه كان أكبر من أُكَيْدِر وهو الذي عَلَّمَهُ أهل الأنبار خطَّنَا هذا الذي يسمى الجزْم، وهو كتاب العربية وكان أول من كتبه قوم من طَيِّئ بِبقَّة (١)، فعلموه أهل الأنبار فَعَلَّمه أهل الأنبار أهل الحيرة.
وكان بِشْر بن عبد المَلك يأتي الحيرة بحال النصرانية فيقيم بها الدَهر. فَتَعَلَّمه بشْر بن عبد المَلك، ثم شَخَصَ إلى مكة في تجارةٍ فعلمه أبا سفيان بن حَرْب بن أُمَيَّةَ بن عبد شَمْس، وأبا قَيْس بن عبد مَنَاف بن زُهْرَةَ.
وتزوج الصَّهْبَاءَ بنت حَرْب أُمَيَّةَ يومئذ، فولدت له جَارِيَتَينِ، فتزوج أحدهما الحَارث بن عَمْرو بن حرجة الفَزَاري، فوأدت له بنتًا فتزوجها مُعَاوية بن سُكَين الفَزَارِي فولدت له هُبَيْرة فكان يقول:"وَلَدى كَرَمٌ كَثِيرٌ دُونَهُ لُؤْم"، يَعني بالكَرَم حَرْبَ بن أُمَيَّة، وباللُؤم بِشْر بن عبد المَلك.
(١) بَقَّة: موضع بالشام على شاطئ الفرات، وفيها يقال: بِبَقَّةَ صُرِم الأمرُ (مجمع الأمثال ج ١ ص ٩٣).