يعتبر ابن الكلبي رائد المؤرخين في علم الأنساب بما له من مشاركة ملموسة في الحياة الثقافية والفكرية للإسلام.
وقد ظل ابن الكلبي لفترات طويلة تجاوزت عصره من أبرز وجوه الإسلام لدى مؤرخي عصره ومن بعدهم. وقد تجلى ذلك حين اعتمدت المؤلفات اللاحقة على كتاباته إلى حدّ بعيد.
فاستعان به ياقوت الحموي (ت ٦٢٦ هـ) في كتاباته عن الأنساب في كتابه: المقتضب من كتاب جمهرة النسب لابن الكلبي.
كما استعان به المبارك الغساني (ت ٦٥٦ هـ) في كتابه: مختصر جمهرة النسب لابن الكلبي.
واستعان به كذلك آخرون ممن بحثوا في الأنساب كابن سعد، والطبري، وابن حزم، وابن دريد، والسهيلي، وابن كثير، وابن حجر وكثير غيرهم.
[الكتاب]
يُعدّ كتاب جمهرة النسب أوسع وأوفى كتاب أُلِف في الأنساب العربية.
ومما تجدر الإشارة إليه أن سلسلة النسب في الجمهرة مطابقة تمامًا لما ورد في كتاب المقتضب من كتاب جمهرة النسب لياقوت الحموي، وذلك يفيد في إخراج جمهرة النسب إخراجًا مجوَّدًا محررا.
فالمقتضب في جمهرة النسب هُوَ إِذَنْ: جمهرة ابن الكلبي بصورة موجزة، وقد اقتصر ياقوت على أصول الأنساب وترك الفروع والتفاصيل والشروح، وذلك لا يقدح في نص ابن الكلبي.