للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الذي يقولُ ويمنُّ على معاويةَ بن أَبي سُفيان، وعلى عليّ بن أَبي طالبٍ ؛ وعبد ودٍّ، وجعلَ معهما الحُلاسَ بن عُمير من بني عَديّ بن جناب، كاتبًا لهما يُصدِّقون من كان في طاعةَ عليّ من كَلْبٍ وبَكْرٍ بن وَائلٍ، فأخذوا على شاطئ الفُراتِ حتَّى شارفوا أَرض كلب، فنذرَ بهم زُهيرُ بن مكحولُ، فَخرج إليهم، فَقُتل الأَشجعيُّ، وأفلتَ الحلاسُ، وحملَ عُرْوَة من العشيَّة على فرسين فأَتى عَليًّا، ، بالكوفةِ فأخبره بخبرهِ، وقال: تعصَّبتَ، ففارقه فأَتى مُعاوية بن أَبي سُفيان وقال:

أَبلغ أَبا حَسنٍ إِذا ما جئتهُ … ذاك الصَّبَاحُ إِليكَ والإمساءُ (١)

ولو كنت رائينا عشيَّةَ جعفرٍ … جاشت إِليك النفس والأَحْشاءُ (٢)

إِذ نحسِبُ الشجراء (٣) خلفَ ظُهورنا … خيلًا، وأنَّ أَمامنا صحراءُ (٤)

ومرَّ الحُلاسُ براع فأعطاهُ جُبَّةَ خزٍّ، وأخذ منه عباءةَ فلبسها، وأخذ نعليه في يدهِ فأخذته الخيل، فقالوا: أَين أَخذها هَؤُلاء الترابيون فأَشار إليهم وقال: خذوها ها هُنا؛ ثمَّ أَقبل إلى الكوفهِ، فقال جوَّاس بن القَعْطَلِ:

ونَجَّى جُلَاسًا عُلْبَةٌ وعباءةٌ … وقولك إِني جيِّدُ الصَّرِّ حالبُ

ولو ثقفته بالكثيبِ خُيُولهم … لأَودى كما أَودى سُمير وحاطِبُ

وصارَ لقًى بين الكثيبين مُسلمًا … جُبَارًا ولم يثأَر به الدَّهر طالبُ (٥)

هَؤُلاءِ بنو عامر الأَجدار بن عَوْف بن كنانة


(١) تحرف في المطبوع إلى: "الصِّياع - والأَبساء" وصوابه لدى صاحب المختصر المخطوط ٢٨٧.
(٢) تحرف في المطبوع إلى: "الأحساء" بالسين المهملة وصوابه من المختصر ٢٨٧.
(٣) تحرف في المطبوع إلى: "الصحراء" وصوابه من المختصر ٢٨٧.
(٤) المختصر ٢٨٧ وهو ينقل عن ابن الكلبي.
(٥) المختصر (مخطوط) ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>