للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٣٦٧) عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ إذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللهَ ثَلَاثًا، وَقَالَ: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإكْرَامِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ (١).

* * *

هذا الحديث يدلُّ ظاهره على أوَّل دعاءٍ وذكرٍ بعد السَّلام من الصَّلاة المكتوبة.

وفيه فوائد، منها:

١ - مداومته على هذا الذِّكر بعد الصَّلاة.

٢ - استحباب البداءة بالذِّكر بعد الصَّلاة بما جاء في هذا الحديث قبل الانصراف عن القبلة، كما صرِّح بذلك في حديث عائشة عند مسلمٍ (٢).

٣ - مشروعيَّة الاستغفار ثلاثًا بعد الصَّلاة إمَّا بلفظ: (أستغفر الله) أو (اللَّهمَّ اغفر لي).

٤ - الجمع بين الدُّعاء والثَّناء على الله.

٥ - السِّرُّ في تقديم الاستغفار على الثَّناء في هذا الموضع -والله أعلم- هو استشعار التَّقصير في الصَّلاة، ولذا شرع ختم العمل به في قيام اللَّيل والحجِّ والصَّلاة كما في هذا الحديث.

٦ - إثبات اسم الله «السَّلام»، ووصفه بمعناه، والتَّوسُّل به.

٧ - مشروعيَّة طلب السَّلامة من جميع الشُّرور.

٨ - أنَّ السَّلامة لا تطلب إلَّا من الله ؛ لأنَّه مالكها وحده كما يفيده الحصر بتقديم الجارِّ والمجرور «وَمِنْكَ السَّلامُ».


(١) مسلمٌ (٥٩١).
(٢) مسلمٌ (٥٩٢)، وهو قولها : «كان النَّبيُّ إذا سلَّم لم يقعد إلَّا مقدار ما يقول: «اللَّهمَّ أنت السَّلام ومنك السَّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»».

<<  <  ج: ص:  >  >>