للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن أبي تميمة، وهو الهجيمي، عن أبي المليح بن أسامة بن عمير، عن أبيه؛ قال: كنت رديف النبي . . . فذكره؛ وقال: "لا تقل هكذا، فإنه يتعاظم حتى يكون كالبيت؛ ولكن قل: باسم الله، فإنه يصغر حتى يكون كالذبابة".

فهذا من تأثير بركة "باسم الله"؛ ولهذا تستحب في أول كل عمل وقول؛ فتستحب في أول الخطبة لما جاء: "كل (أمر) (١) لا يبدأ فيه ببسم الله (الرحمن الرحيم) (٢). فهو أجذم" (٣).

[وتستحب البسملة عند دخول الخلاء، لما ورد من الحديث (٤) في ذلك] (٥).

وتستحب في أول الوضوء لما جاء في "مسند الإمام أحمد" (٦)، و"السنن"، من رواية أبي


(١) كذا في "ز" و (ل) و (ن)، ووقع في (ج) و (ع) و (ك) و (هـ) و (ى): "خطبة" وأشار في (ج) و (ع) و (ى) إلى أنه وقع في نسخة ما أثبته في المتن.
(٢) من (ز).
(٣) أخرجه عبد القادر الرهاوي في "الأربعين" ومن طريقه ابن السبكي في "طبقات الشافعية" (١/ ٦) وسنده ضعيف جدًّا، وعزاه المناوي في "فيض القدير" (٥/ ١٤) للخطيب البغدادي في "تاريخه"، وأخرجه أبو داود (٤٨٤٠)؛ والنسائي في "اليوم والليلة" (٤٩٤)؛ وابن ماجه (١٨٩٤)؛ وأحمد (٢/ ٣٥٩)؛ وابن حبان (١، ٢)؛ وأبو عوانة في "مستخرجه"؛ والدارقطني (١/ ٢٢٩)؛ والغافقي في "مسند الموطأ" (ق ٢/ ١)؛ والبيهقي في "الكبرى" (٣/ ٢٠٨، ٢٠٩) والشريف الرضى في "المجازات النبوية" (ص ١٦٦، ١٦٧)؛ والخطيب في "الجامع" (٢/ ٦٩، ٧٠) من طرق عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع". واختلف في متنه كثيرًا قال أبو داود: رواه يونس وعقيل وشعيب، وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري مرسلًا، وصوب الدارقطني المرسل، وأخرج المرسل النسائي في "اليوم والليلة" (٤٩٥، ٤٩٦) وهو الصواب، وقرة بن عبد الرحمن ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وآخرون، وقد خالفه الإثبات من أصحاب الزهري فأرسلوه، وبهذا تعلم خطأ من حسنه كابن الصلاح والنووي وابن السبكي في "الطبقات" (١/ ٥ - ٢٠) وأطال في غير طائل، وللنووي حجة واهية في تحسينه فقال: "وهو حديث حسن، وقد روى موصولًا ومرسلًا ورواية الموصول جيدة الإسناد، وإذا روى الحديث موصولًا ومرسلًا فالحكم للاتصال عند الجمهور". اهـ. كذا قال! وهذا الباب، يعني الاتصال والإرسال إنما يحكم فيه المحدثون دون غيرهم، هم لا يحكمون للموصول إذا خالف المرسل، بل يرجحون بالعدد والحفظ والملازمة ونحو ذلك، فإذا روى الحديث رجل ضعفه النقاد وخالفه الثقات الأثبات فلا يحكم لروايته عليهم أبدًا، وقد أيد النووي الدارقطني في تضعيفه لزيادة "وإذا قرأ فأنصتوا" التي رواها مسلم في "صحيحه" مع أن راويها هو سليمان التيمي وهو ثقة ثبت؛ لأنه خالف أصحاب قتادة، فكيف يحكم لرواية قرة بن عبد الرحمن ومرَّ حاله على رواية أصحاب الزهري المتقنين؟! هذا ما تأباه الأصول وطرائق المحدثين. والله أعلم، وجملة القول أن الحديث ضعيف، والصواب فيه الإرسال. والحمد لله على التوفيق، وانظر: "الإرواء" (١/ ٢٩ - ٣٢) لشيخنا الألباني .
(٤) يشير إلى ما رواه المعمري في "اليوم والليلة" من طريق عبد الله بن المختار، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس مرفوعًا: "إذا دخلتم الخلاء فقولوا: بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث" قال الحافظ في "الفتح" (١/ ٢٤٤): "إسناده على شرط مسلم وفيه زيادة التسمية، ولم أرها في غير هذه الرواية" وقال في "نتائج الأفكار" (١/ ١٩٦): "رواته موثقون". وقد روى هذا الحديث شعبة وابن علية وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وآخرون فلم يذكروا التسمية، وقد حققت هذا البحث في "بذل الإحسان" (١/ ١٩٧ - ١٩٩) فراجعه.
(٥) ساقط من (ز).
(٦) أما حديث أبي هريرة: فأخرجه أحمد (٢/ ٤١٨)؛ وأبو داود (١٠١)؛ وابن ماجه (٣٩٩)؛ والترمذي في "العلل الكبير" (١/ ١١١)؛ وأبو يعلى (ج ١١/ رقم ٦٤٠٩) وغيرهم من طريق يعقوب بن سلمة، عن أبيه،=